مقياس الاستعداد الحضاري
مما لا شك فيه أن المسلمين يعيشون اليوم غيبةً حضاريةً شاملةً، وذلك ملحوظ في كل من شقي التحضر: الترقي الذاتي للإنسان، حيث يعيش المسلم اليوم الجهل والتخلف في ذات الفرد، كما يعيش الفرقة والتمزق في ذات الجماعة؛ وفي شق الإعمار، فإن المسلمين يعيشون على ما يوفره لهم الغير من أسباب الحياة الضرورية بل أسبابها الحاجية والتحسينية لحفظ وجودهم (النجار، عوامل الشهود الحضاري 2006).
كما هو معلوم أن فكرة النهضة كانت قد بدأت تتشكل في ظل انهيار الدولة العثمانية واختفاء الكيان الجامع للمسلمين عبر العالم، واتخذت هذه الفكرة مسميات عدة من بينها النهوض الحضاري والتحضر، ونادت جميعها بضرورة النهضة، وبناء النموذج الحضاري الذاتي النابع من ثقافتنا ومعتقداتنا، وإن بعضاً من معالم هذا الفكرة قد ظهرت في كل مرحلة ضعفٍ أو ترهلٍ في تاريخنا، وانتشرت صيحات النهوض هنا وهناك في أرجاء عالمنا الإسلامي على شكل أفكارٍ وتنظيرٍ للنهوض والتحضر، ومنها ما اتخذ أشكالاً عمليةً مختلفةً (حركات وجماعات وتيارات وطرق) تقاطعت في كثير من الأهداف، واختلفت في وسائل وآليات، واشتركت جميعها في النتيجة أنها لم تصل لمرحلة بناء النموذج الحضاري المنشود، ولم تحقق أهدافها، وغاية وجودها ونشأتها، لأسباب كثيرة تفاعلت معاً للحيلولة دون النهوض والتحضر، فمن هذه الأسباب ما هو متعلق بالجهات التي تصدرت المشروع وناضلت من أجله، ومنها ما هو مرتبط بالبيئة نفسها هدف التغيير، في إطارٍ من التفاعلات الدولية التي كان لها كبير الأثر.
هذا المشروع المسمَّى "مقياس الاستعداد الحضاري" سيُقدِّمُ تصوراً حول البيئة نفسها هدف التغيير، والتفاعلات الدولية المحيطة بها، لمعرفة مدى قدرة هذه البيئة واستعدادها للتغيير والنهوض والتحضر، من خلال تطوير مقياس ذي معايير شاملة، وآليات عملية للقياس والتقييم؛ وهذا مما لا شك فيه سيسهم في توجيه الجهود وتنسيقها، وتقديم العون لأصحاب القرار والمشاريع الكبرى، والمفكرين، في تصويب رؤاهم وجهودهم، لتكون أكثر كفاءةً وفاعليةً من خلال توجيهها نحو انطلاق حقيقي في طريق النهوض والتحضر.
فوائد المقياس
1. بناء منظومة معايير واضحة لتقييم قدرة بلد ما على النهوض الحضاري.
2. اكتشاف نقاط القوة التي تدعم عملية التحول والنهوض، وتعزيزها.
3. اكتشاف مواطن الضعف التي تعيق الاستعداد للنهوض الحضاري، والسعي لمعالجتها.
4. بناء خطة استراتيجية للاستعداد الحضاري استناداً لمعلومات ودراسات حقيقية تدرس الواقع.
5. زيادة كفاءة وفاعلية الموارد في سبيل النهوض والتحضر.
المستفيدون من المقياس
الجهات الحكومية، والأحزاب السياسية، والمؤسسات الأهلية، ومراكز الدراسات، والمفكرون العاملون والساعون لبناء النموذج الحضاري.